٠٧‏/٠٨‏/٢٠٠٩

ما زلت مع غادة السمان

"فراقكم مسمار في قلبي"
عذاب أن أحيا من دونك وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..يبقى أملي الوحيدمعلقا بتلك الممحاة السحرية التي اسمها الزمن والتي تمحو عن القلب كل البصمات والطعنات كلها ؟ اذكر بحزن عميق أول مرة ضممتني اليك وكنت ارتجف كلص جائع وكنا راكعين على الأرض حين تعانقنا كما لو كنا نصلي اجل ! كنا نصلي ...أذكر بحزن عميق يوم صرخت في وجهي :كيف دخلت حياتي ؟آه أيها الغريب !كنت أعرف منذ اللحظات الأولى انني عابرة سبيل في عمرك وانني لن املك إلا الخروج من جناتك حاملة في فمي إلى الأبدطعم تفاحك وذكراه ...أذكر بحزن عميق انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق وحين تركتك( آه كيف استطعت أن اتركك ! )فرحت لانك لم تدر قط مدى حبي ولأنك بالتالي لن تتألم ولن تعرف أبدا أي كوكب نابض بالحب فارقت !..فراقك مسمار في قلبي واسمك نبض شراييني وذكراك نزفي الداخلي السري وها أنا أفتقدك وأذوق طعم دمعي المختلس في الليل المالح الطويل لم يعد الفراق مخيفايوم صار اللقاء موجعا هكذا ...وأيضا أتعذب لما فعلته بك بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك لقد مات الأمل ولذا تساوت الأشياء ...واللقاء والفراق كلاهما عذاب و ( امران احلاهما مر ) ...يقولون : في الليل المنخور بالوجع تنمو بذرة النسيان وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...لكن وجهك يسكن داخل جفوني وحين أغمض عيني : أراك !..عشنا أياما مسحورةكمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطورويركب قاربا في انهار الألوان لقوس قزح مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...كان ياما كان !..كان ياما كان !..وكانت السعادة تصيبني بالارتباك ..وحدها تخيفني لأنني لم اعتدها ..فأنا امرأة ألفت الغربة وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع وأتقنت أبجدية العزلة والنسيان...وأعرف ألف وسيلة ووسيلةلأحتمل هجرك أو كل الألم الممكن أن تسببه لي ...ما لا أعرف كيف أواجهه هو سعادتي معك ...وحينما أصير مثل آنية كريستال شفافةممتلئة برحيق الغيطةوبكل الفرح الممكن أرتجف خوفا أمام السعادة ...مثل طفل منحوه أرنبا أبيض ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته !..وكنت دوما اصلي :رب ارحمني من سعادتي أما تعاستي فأنا كفيلة بها ..آه !..كان ياما كان حب ...وكنت بعد أن أفارقك مباشرةيخترقني مقص الشوق اليك ...وتزدحم في قلبي كل سحب المخاوف والأحزان ..وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك !!وتركض الي حروفي فأكتبها وأستريح قليلا بعد أن أكتب ..وأفكر بحنان بملايين العشاق مثلي الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات دون أن يملكوا لعذابهم شيئاوأصلي لأجلي و لأجلهم وأكتب لأجلي ولأجلهم ...وأترك دموعهم تنهمر من عيني وصرختهم تشرق من حنجرتي ...وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي ..وأقول عني وعنهم :كان ياما كان حب ...
__________________

من أشعار غادة السمان

امرأة الحب العابر!

والحب كما يمارسونه هو دور من اثنين :دور الجلاد ، ودور الضحية وكل ما نملكه هو أن نختارأي الأدوار أقرب إلى حقيقتنا الداخلية ! ...* * *ولأنني أمقت أن أكون الضحية بقدر ما أمقت أن أكون ( جلادة )أقف وحيدة ، صيفاً بعد آخروشتاء بعد آخر ...أرقب انزلاق أصابع الرجال فوق جسد أيامي دون أن تترك بصمة أو جرحاً أو وردة ....وأنصت ببرود إلى أكاذيبهم عن الحب والاخلاص والصفاء ...ثم أرقبهم بالبرود نفسه وهم يسنون سكاكينهم بانتظار أن أزيح قناعي ...لكن قناعي يظل حيث هو ...وأزيح نفسي من أيامهم بصمت ،لاتابع أيامي وحيدة وحيدة ...سعيدة لأنني قادرةعلى أن أكونَ وحيدة ...بدلاً من أن ألعب دور الضحية أو الجلاد ...* * * ولن أتردد في الركض بيدين مفتوحتين لا تقبضان على أي شيء متنقلة في ليل المطارات النائية والمحطات المنسية وعلى شفتي أغنية الصفاء والحرية ....أغنية امرأة الحب العابر التي رفضت ان تلعب دور الجرح أو دور السكين ...* * *ولن أبكي لفراقك فلست أول من حاول مد جسوره إلى جزيرتي المنعزلة ...ولست أول من وددتُ باخلاص أن أمارس وإياه علاقة من الصفاء .....ولكن ، اذا كان الحب يعني الاستلاب فلن أكون أبداً عاشقة ...وأرفض أن أكون حتى .. معشوقة

٠٦‏/٠٨‏/٢٠٠٩

رسالة ....قد تبدو ناقصة !

رفيقتى ....
تلك رسالة ناقصة كنت قد بدأت في كتابتها منذ عدة أشهر و أردت في ذلك الوقت أن تكون على مدونتنا و لكني لم أستطع إكمالها فقررت عدم نشرها ....و الآن يا سيدتي بعد مرور ستة أشهر يتجدد الألم.....وتخنقني الدموع.....وتتوقف الكلمات عن نقل أي معاني أردت توصيلها....فلا أستطيع اكمالها أيضاً ...
يبدو أنه قدر تلك الرسالة .....
الدفتــــــــــــر

أخرجت الدفتر من الدرج, نظرت إليه و تسائلت يا ترى متى ستمتلئ صفحاتك بالحبر الأزرق, يا ترى من أين سأبدأ؟ من أى ألم سأبدأ و يبدو أني أخرجته لذلك الجرح الأخير الذي ما زال ينزف و يئن من الألم. و لكن ما هو الشكل الذي سأكتب به عن هذا الألم, و من هنا جاءت فكرة الحوار الذي لم يتم بيني و بينه, لعله يكون الشفاء
كانت فكرة و قلت عسى أن أنفذها في يوم ما.

من أين أبدأ سيدي؟ من آخر لقاء أم من اليوم؟ إذا تناسيت ما حدث بيننا في آخر لقاء فسيطفو على سطح علاقتنا من حين لآخر يبحث عن أجوبة و تفسيرات و لكن في نفس الوقت لو توقفنا عنده و حللناه تحليلاً منطقياُ قد يؤلم إحدانا ولكنه من المؤكد أنه سيريح الآخر و أنا قررت أن أكون أنا الطرف الذي سيستريح

أولاً أنا واحدة من تلك الفتيات اللاتي اضطرتهن الظروف للتعرض لسخافات و تناقضات ما يسمى بزواج الصالونات , يأتي الرجل منتفخاً ينظر و يدقق و يقيس بمقياس دقيق الإنحناءات و التدويرات في جسم الفتاة و من ثم ينتقل للوجه, بالطبع هناك رجال يستطيعون فعل ذلك بدون ملاحظتهم و هم عادةً القسم الأكبر و لكن لا يخلو الأمر من نظرات صريحة من وقت لآخر.

في البداية أعتذر عن قلة كلامي و لكنه الإرتباك يا سيدي و الخجل و هو شئ لم أستطع أن أتخلص منه رغم تعرضي لهذا الموقف كثيراً و لكنني لم أستطع إحترافه على عكس إحترافك أنت وربما يكون السبب هو حساسيتي التي تأبى أن تكون تحت مجهر التدقيق و التمحيص أو ربما إحساسي أني لست سوى رقم في قائمة طويلة من الفتيات يعتقد الرجل أنه لا بد أن يمر عليها حتى يصل لصاحبة العصمة هذا بالطبع إن وصل إليها و لم ينته به الحال للعيش و حيداً. فقل لي بالله عليك ما فائدة التحدث عن أفكاري و أحلامي وفرحي و شجوني و آلامي لرجال غرباء لا يعرفون أي نوع من الزوجات يبحثون عنه: الجميلة, الصالحة, العاقلة, الدلوعة, الغنية .......

وكفت شهرزاد عن الكلام المباح ....

دي_نا

١٨‏/٠٢‏/٢٠٠٩

أردت فقط أن أشكر رفيقتي الغالية ، لإهدائها قطعة من نفسها ، كهدية عيد ميلادي،

لقد أعطتني شتلة من وردتها المفضلة لأرعاها لها وأحافظ عليها ، أرجو أن أكون حسن ظنك ،،،

أم_نية

٠٤‏/٠١‏/٢٠٠٩

الثلاثون ... محاولة يائسة لفك ضفائري و النظر في مرأتي


أتممت منذ أيام قليلة الثلاثين ..... من قبل أن يأتي هذا اليوم جلست أفكر فيما سأفعله في هذا اليوم. أنا في العادة لا أفكر كثيرا في تلك الأشياء فهو يوم مثل أي يوم يمر بآلامه و أفراحه, ذهبت سنة بأفراحها و أحزانها و على أن ألبس قناع المغامرة لأستقبل أحزان جديدة كما قالت رشا الأبياري في كتابها " أصابع لا تتقي العزف " و لكن......مع اقتراب ذلك اليوم أدركت أني في حاجة ملحة لأتوقف قليلا لألتقط أنفاسي و أفكر كثيرا في الذي مضى و ما تبقى, أنا الآن أشعر أني أقف في منتصف الطريق أحمل حقيبة مليئة بأحلام مؤجلة و شجن مقيم ووظيفة أفكر في تغييرها و ثقة بالنفس أصابها العطب وبقايا اشتياق لفارس مغوار و أمل ذبلت أوراقه ....(أوعى أكون نكدت عليكم؟)
ولكنها الحقيقة التي احتاجت مني شجاعة استثنائية لأكتبها!

لم أستطيع في الأيام السابقة أن أصل لإجابات شافية لهذا "الطائر اللي قلقان في عشه" فاكتفيت أن أسرد لكم الأحداث و الأفكار التي دارت بيني و بين عائلتي و صديقاتي ......على أمل (الذي ذبل أوراقه) أن يكون عام 2009هو عام الإجابات ....يا رب

الأربعاء صباحاً 31/ 12/2008
حوار في غرفة المدرسات حول عيد ميلادي
زميلاتي نصحوني بتغيير لون شعري أو شكل الطرحة أو السفر إلى مكان مختلف!
(ملحوظة:أضحك بيني و بين نفسي لأنه قد تم تجربة تلك الأفكار من قبل ولم تأتي بالنتائج المرتقبة!)

الأربعاء مساءً 31/12/2008
نقاش مع أمي و أبي عن آخر تطورات الأوضاع في غزة وحال العرب المخزي!

(ملحوظة انتهت المناقشة كالعادة بمصمصة الشفاه و الدعاء بالفرج و هذا هو أضعف الإيمان !)
بدأت تنهال علي المعايدات بالعام الجديد و عيد ميلادي
(ملحوظة: بيني و بين نفسي لا أشعر أني أريد أن أحتفل هذا العام ولكني بالطبع لا أستطيع أن أصرح بذلك لعائلتي الصغيرة فاحتفلت معهم وأطفأت الشموع " فعلت ذلك حتى لا أشذ عن جموع البشر وإلا وصفوني ونعتوني بالاكتئاب, مع أن بداخلي أحزاناً روحية لأن اليقين بعيد و عصافير الشك على نافذتي تنقر بمنقارها الصغير" مفيد فوزي

الخميس صباحاً 1/1/2009
خرجت مع رقيقة العمر في رحلة صباحية قصيرة لتفاجئني بهدية رائعة و دار حديث عن معنى الانتظار و انتهى الحديث بابتسامات على الوجه و تنهدات في القلب!
(ليتني أستطيع أن أقول لها أنها هدية السماء لي!
ملحوظة: قلت لها أننا اتفقنا على أن لا نحضر هدايا لبعض (بس طبعا لو مكنتش جابت هدية كنت زعلت ! )

الخميس مساءا 1/1/2009
التقيت مع بعض الأصدقاء و دار حوار عن عمري الثلاثيني و هذا هو ملخص الأفكار:
:
· العمر ليس سوى رقم لا يدل على شي (فكرة عظيمة و لكن قولي لي عن مكان ما على سطح الأرض يجرد العمر من دلالاته الاجتماعية و النفسية لأذهب لأعيش فيه!)
· عمرك الحقيقي يكمن في قلبك ( القلب هرم من مشاعر الشجن و الاشتياق و الاحتراق( و آخر تحليل لدهون الدم وجدت كولسترول علشان القائمة تكمل))
· العمر البيولوجي هو الأدق و يحدده العادات الغذائية للإنسان و نشاطه اليومي. (جربت واحداً من تلك الاختبارات التي تحدد العمر البيولوجي على النت و وجدت أن عمري 34! قلت الحمد لله إنه مطلعش 60! )
· ماذا عن عمر الأربعين (خلينا في مصيبة الثلاثين الأول! )
· التغيرات الفسيولوجية و السيكولوجية! ...................لا تعليق

السبت 3/1/2009
و جدت مقالة رائعة لمفيد فوزي تحت عنوان "دمعة على خد الزمن" قال فيها ما أردت أن أقوله و لا أعرف كيف أكتبه فأنا في العادة أقرأ أفضل مما أكتب:

"فاتت سنة بكل أحداثها و حوادثها, مرة منحتني نوماً هادئا و مرات أمطرتني بالقلق, مرة ضحكت من قلب طفل و مرات حجبت دموعي, عرفت أصدقاء جدد, و ظللت متشبثا بأصدقاء قدامى ربما من مقاعد الدراسة, أعطتني رضا عن نفسي مرة و تمردت على نفسي مرات, أقبلت على الدنيا أحياناً و زهدت فيها كثيراً, أغرقت نفسي في العمل, حتى لا يسلمني الفراغ للتأمل و الضحك على كل المكاسب و هي هزائم! جاءت سنة جديدة تحمل رقماً فردياً و قيدت اسمها في سجل الزمن, سنة حبلى بمفاجآت نترقبها في بطن الزمن, فهل هذا الترقب هو الذي قاد إنسان العصر الضعيف إلى علوم التنجيم و قراءة كف المجهول؟ ....................إنها الحياة, بضجيجها و ترابها و صراخها و همساتها, عربون البقاء على ضفافك...يا زمن" مفيد فوزي

وكل سنة و أنتم طيبين

دي_نا

٢١‏/١٢‏/٢٠٠٨

جوايا طير قلقان في عشه لا أنا قادرة أشيله ولا قادرة أهشه

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أسمع هذه الأغنية (قلبنا البلوج غنائي!!) ولم تكن أيضا هذه المرة الأولى التي أفكر فيها في شكل شعري .......

كثيرا كان يلفت نظري كيف تترك الأمهات شعر بناتها هكذا سائبا ، متطايرا ، كنت دائما انظر بإعجاب شديد واستنكار أشد لهؤلاء البنات وأمهاتهن وأتساءل لم لم أكن اترك شعري هكذا عندما كنت صغيرة وأخرج وألعب ، لم لم أكن أستطيع أن أشعر بشعري يتطاير هنا وهناك وأنا أتأرجح على الأرجوحة . لم كانت أمي تعصبني بضفيرتي ، لم صرت بعد ما شببت أفضل أن أشد الضفيرة وغير ذلك ما أشعر بأني مهندمة ومرتبة.

لقد كان هذا الأمر غريبا جدا أن أفكر أن أفك ضفيرة شعري ، وكم كانت فرحتي عندما يكون هناك حفلة في المدرسة يمكنني خلالها أن أفك ضفيرتي ، وأشعر بجمال شعري الذي تتكلم عنه كثير من الطالبات وأنا لا أشعر به!!

لقد صار أكثر ما افتقده وخاصة بعد حجابي (منذ 15 عام) هو إثارة الهواء لشعري ورقص شعري على إثره

منذ أسبوع تقريبا حضرت تجمع عائلي ومن بين بنات العائلة اللائي يتركن شعورهن هنا وهنا وجدت طفلة لم تتعدى ثمان سنوات ضفرت أمها شعرها ضفيرة ، وشدتها إلى الخلف ، شعرت بالاختناق من أجلها ، وددت لو أتكلم مع أمها التي هي صديقة أكثر من قريبة ولكني ترددت وقررت أن أفكر قليلا ماذا كنت سأفعل لو كانت لي إبنة ! ابتسمت بيني وبين نفسي ، إذا كنت أحلق لأولادي الصبية ذوي الخمس سنوات شهريا على نمرة 2 ، لاقتناعي أن هذه نظافة وهندمة. لعلي أقل صلابة من أمي فعندما بدأ أحدهم في التمرد واستعمال الجل حاولت أن أحجمه ولكن الحقيقة لم أمنعه نهائيا ، بل وأحيانا –بصراحة- أحاول أن أدفع الآخر ليفعلها أو ليجربها ولكنه يردني دوما بعدم اهتمامه بالأمر ليذكرني بنفسي تماما.

بعد هذا الاجتماع كانت هذه هي المرة الأولى التي أبكي فيها عندما أسمع هذه الأغنية، لـ"حنان ماضي"

يا امايا يا أما ، يا أمايا يا أما شدي الضفاير شدي رباطها عصبيني
لو قادرة يا اما تقيديها قيديها وقيديني
شعوري موجة عمالة تلعب عمالة ترقص فوق جبيني
شعوري شوق وبشوقي حايرة ما انا عارفة ماشية ما انا عارفة طايرة
وكلام في سرك وبقولها مرة عذاب بحسه عذاب وثورة

يا امايا يا أما ، يا أمايا يا أما شدي الضفاير شدي رباطها عصبيني
لو قادرة يا اما تقيديها قيديها وقيديني
جوايا ليل جوايا إيه
جوايا حيرة جويا ضلمة
جوايا طير قلقان في عشه لا أنا قادرة أشيله ولا قادرة أهشه
وكلام في سرك وبقولها مرة عذاب بحسه عذاب وثورة

آه يا حنان لو تعرفين معنى أن تشد ضفائرك حتى تكاد تخنقك ، آه لو صرت أنت من داخلك تشدين شعرك ضفيرة واحدة ،

ما حدش عاجبه حاله ،،،

الحمد لله على كل حال
أم-نية

٢٩‏/١١‏/٢٠٠٨

هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت وشفت نفسك في المرايا بكيت

"جواك سؤال تصرخ تقول أنا مين ، أنا مين أنا زي ما أنا ولا أتقسمت أتنين وبعدين ... حاجات كتير في حياتنا اتسببت في حيرتنا وأدينا عايشين راضين ، جايين ورايحين ، ... هو انت مين اللي عمل كدة فيك مش انت ولا في حد غمى عنيك" شيرين أغنية المرايا، كم تساءلت من جعلني غريبة من جعلني دائما وحيدة غريبة ، لماذا كتب علي أن أمثل أنني لست غريبة وإلا اضهدت ، ،،، لماذا أكره أن أرى أيا من أولادي غرباء ، تخنقهم الغربة ونظرات الناس ، حتى علاقتهم مع اصدقائهم أعرف أنها ستكون مبتورة إذا كانوا غرباء ، قليلون الغرباء من يستطيعون أن يتلونون ليكونوا مثل من حولهم ، ..... عفوا أعتذر عن فظاظتي وحزني

٢٦‏/١١‏/٢٠٠٨

هكذا يخنقنا البحث عن الكمال أحيانا

لا كرامة لنبي في وطنه ، هكذا كنت أقول في نفسي كلما عاتبني زوجي على فوضويتي ، أو نهرتني أمي على كسلي في ترتيب بيتي ، أين هذه الفوضوية فأنا لا أكاد أجلس في اليوم إلا مرة أو مرتين ، أنا لا أكف عن العمل ما بين ترتيب وتنظيف وطبخ ، لماذا دوما أتهم بأنني فوضوية وأن بيتي غير مرتب،،، والحقيقة أنه كلما أتاني أحد من أهلي أنظر للبيت بعينه أشعر فعلا أنه غير مرتب ، صديقاتي يقلن لي أني مرتبة جدا ، زميلاتي في العمل يقلن ذلك ، كنت أعلل الأمر أن الناس ترى أوراقي ودفاتري والتي دوما أكثر من مرتبة ، ولكن لم بيتي ، مملكتي هكذا ، وطوال خمس سنوات أحاول أن أفهم السبب ، ولكني لا أجد ، كل يوم أشعر أنني أحفر في بحر ، لا شيء يختلف ، يظهر النظام ليومان على الأكثر ثلاثة وينقلب كل شيء على عقبيه، بل أنني وصلت في أخر المطاف إلى حل أفضل من كل الحلول ألا وهو "طز" فليكن ما يكون فأنا أعمل كما لا أعمل إذا لا يهم ، وعندما يكلمني أحد ، نعم أنا ربة بيت كسولة، حتى هذا الحل لم يرضيني ، منعت نفسي من عمل أي شيء إلا من أجل البيت وترتيبه ولكني أيضا فشلت ، ، هذه الأيام قررت أن أجد حلا وكان هذا الحل هو الأخير في قرارة نفسي إذا فشل فسأعلن فشلي للجميع راضية ، ، كعادتي في البحث عن الحلول ، بحثت ونقبت عن الكتب في هذا المجال!!

توصلت لكتابان وكانت المعجزة بأحدهما "sink reflection" ، "flylady" في كتابها وخلال حوالي 100 صفحة قالت جملة كانت هي الدواء ، قالت ما معناه : أن من مثلنا دوما يتهم بـالكسل والفوضوية ولكن الحقيقة أننا نسعى إلى الكمال نعم فنحن لا نبدأ عملا خوفا من ألا ننهيه على الوجه الأكمل فتكون النتيجة مزرية لأن ما يحدث أننا لا نعمل شيئا على الإطلاق " نعم ، هذه حقيقة مئة بالمئة ، كم مرة رفضت أن أرتب مكان ما في بيتي خوفا من أنني لن أستطيع أن أرتبه كما يجب ، تقول "flylady" كما تفضل أن تسمي نفسها أن قليل من العمل ولو خطأ هو بمثابة النعمة عليك وعلى أسرتك ، وهذه فعلا حقيقة لمستها خلا ل الأسبوعين الماضيين ، العيب الآخر الذي يقف في طريق من مثلي هو التشتت ، فكم مرة بدأت عمل ونسيته لان هناك ما قررت أن أعمله غير ما في يدي وتكون النتيجة مجموعة مشاريع مفتوحة لم أنهي واحدا منها وينتهي الأمر بالإحباط وجمع المشاريع دون إكمال لواحد فيها.

تعتمد هذه السيدة الطائرة على أن الأمر يحتاج لأكثر من نقطة أحد أهم هذه النقاط هو العادة وأنه بمجرد إرساء عادة ما كـ "تلميع الحوض"- وهذه من أهم العادات بالنسبة لبرنامجها – يصبح الجسم والنفس مبرمجين بحيث تتم دون تفكير أو تعب ، ويمكن تماما أن أقول أن ما تفعله ببرنامجها يذكرني بمثال أحب أن أقوله مرارا وتكرارا، تماما كتعلم القيادة ، القصة هي كيفية تحويل ال"الإرادي" إلى "لا إرادي" أي كيف يمكننا أن نستعمل عصا الفتيس دون أن ننظر لها

الأمر يتطلب وقت وجهد ولكن كلما كان الأمر أبطأ كلما كان أفضل وكلما قل العمل وزادت المداومة كان أسهل ، "أفضل الأعمال ما دام وإن قل"

نقطة أخرى أعجبتني في هذا الكتاب، أن الاهتمام بالنفس هو من عماد الأمور فكيف تتوقعين الاهتمام بالبيت أو بالآخرين وأنت لا تستطيعين الاهتمام بنفسك كيف تكونين محطمة وتريدين إصلاح الكون ، نعم أنا مقتنعة تماما بهذه النقطة ، وأراها دائما منعكسة على أولادي ، كلما كنت في حالة طيبة كلما عاملتهم بكل هدوء وكلما كنت منكسرة عاملتهم بكل قسوة وكأنهم السبب في بعثرتي.

وعلى الله قصد السبيل ،،،

٠٣‏/١١‏/٢٠٠٨

بقية الحديث: في مثل هذا اليوم

فلأكمل الحديث ، عن جلستي أنا ورفيقة السنين في قهوتنا المفضلة ،
قد يبدو للبعض أننا فتاتان فارغتان ليس وراءنا إلا الرغي والحديث هن هذا وتلك ولكن الحقيقة أن كل منا تحمل في جعبتها هم ومسؤولية أكثر كثيرا مما يبدو . يزيدهما حساسيتنا وبحثنا عن الكمال
لا يزيد لقاءنا الأسبوعي عادة عن 3 أو 4 ساعات ، بل أحيانا يختصر لـ ساعتين ، ولكننا كنا عادة ما نوظفهما بمثالية ، لسنا دائما نثرثر عن فلانة وعلانة فقط ، ولا حتى نتناقش في حديث الساعة فقط و لا نفند أدلة علمية على موضوع درسناه سابقة ولكن يمكن أن نقول كل هذا يكون ويحدث ، فحديثنا يكون كالمجلة المتنوعة ، لا أنكر أنها أحيانا تكون كمحلة ميكي جيب خفيفة صغيرة مليئة بالضحك ، وأحيانا تكون كمجلة علمية أسبوعية ثقيلة ، بل أحيانا نبحث ونتناقش في إحدى المسائل الفلسفية التي عجز عن حلها الأقدمون في أكبر المجلدات


أيا كان الموضوع فإنه كيف تفهم الواحدة منا الأخرى هو الأهم كيف تمس كلامنا جدار القلب هو المعنى . فكل واحدة فينا بمثابة طبيبة ، طبيبة استماع أكثر منها طبيبة حلول ، طبيبة فضفضة . نحن نروي ونتكلم ولا نحتاج علاج ، فمن مثلنا لا علاج له إلا الاستماع والاهتمام . وهذا ما نجده في هذه اللقاءات .

أكدت لي هذه اللقاءات دوما أننا كلما كبرنا يوما وازددنا حكمة ازددنا حزنا ، لاننا نعرف أحزان الآخرين وآلامهم . وكنت كل مرة أقابلها ، وأسمع منها أرجع أعتصر ألما لأني لا أستطيع أن أساعدها . ولكن عزائي الوحيد أنها مثلي ومثل كل الغرباء مساعدتهم في سماعهم وتفهمهم فقط

والآن ولأن دوام الحال من المحال انشغلت صديقتي ورفيقة الطريق في أعمالها وصرت أنتظرها كل ثلاثاء دون أن تأتي ، لا أجد أذنا تسمع ولا قلبا يئن ولا عينا تدمع معي ،

ولأن الماضي لا يعود فنحن نعلم أننا حتى لو عادت لقاءتنا لن تعود كما كانت تماما ، لأنها عندما تعود لن أكون هي هي ولو تكون هي هي ، كل منا تغير ، كل منا نقص من عمره شيء وزاد من همه شيء. رائحة القهوة ستتغير وطعم الشيكولاتة سيصبح أكثر مرارة . ولكن أدام الله نعمته ودمنا رفقاء على الخير إن شاء الله
إلى لقاء
أم نية

٢٥‏/١٠‏/٢٠٠٨

ذهب عمو علي

لست هنا لأحكي عن حزني على فقدان عمو علي, لست هنا لأحكي كم كان عمو علي رجلاً بما تحتويه الكلمة من معان اندثرت مثل الكرم, و الشجاعة و الإيثار, صفات الفارس القديم التي قرأنا عنها في الكتب في إحدى الأزمنة

آه يا عمى لا تستطيع أبجدية أية لغة أن تحتوي صفاتك و نبلك, لا تستطيع اللغة المكتوبة أن تصف مقدار الفقدان و الخسارة التي شعر بها كل من حولك

أنا هنا لأقول لك كم كنت أحبك .....
أنا هنا لأقول لك شكراً على تلك الذكريات .....في ذلك الوطن

"الأشياء التي فقدناها و الأوطان التي غادرناها و الأشخاص الذين إقتلعوا منا, غيابهم لا يعنى اختفاءهم. إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا, كما يعيش وطن ...كما تعيش امرأة ...كما يعيش صديق رحل..و لا أحد غيرنا يراهم. و في الغربة يسكوننا و لا يساكنوننا, فيزداد صقيع أطرافنا, وننفضح بهم برداً"! أحلام مستغانمي


اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه, و أكرم نزله ووسع مدخله, و اغسله بالماء و الثلج و البرد, و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

18/10/2008