٢٩‏/١١‏/٢٠٠٨

هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت وشفت نفسك في المرايا بكيت

"جواك سؤال تصرخ تقول أنا مين ، أنا مين أنا زي ما أنا ولا أتقسمت أتنين وبعدين ... حاجات كتير في حياتنا اتسببت في حيرتنا وأدينا عايشين راضين ، جايين ورايحين ، ... هو انت مين اللي عمل كدة فيك مش انت ولا في حد غمى عنيك" شيرين أغنية المرايا، كم تساءلت من جعلني غريبة من جعلني دائما وحيدة غريبة ، لماذا كتب علي أن أمثل أنني لست غريبة وإلا اضهدت ، ،،، لماذا أكره أن أرى أيا من أولادي غرباء ، تخنقهم الغربة ونظرات الناس ، حتى علاقتهم مع اصدقائهم أعرف أنها ستكون مبتورة إذا كانوا غرباء ، قليلون الغرباء من يستطيعون أن يتلونون ليكونوا مثل من حولهم ، ..... عفوا أعتذر عن فظاظتي وحزني

٢٦‏/١١‏/٢٠٠٨

هكذا يخنقنا البحث عن الكمال أحيانا

لا كرامة لنبي في وطنه ، هكذا كنت أقول في نفسي كلما عاتبني زوجي على فوضويتي ، أو نهرتني أمي على كسلي في ترتيب بيتي ، أين هذه الفوضوية فأنا لا أكاد أجلس في اليوم إلا مرة أو مرتين ، أنا لا أكف عن العمل ما بين ترتيب وتنظيف وطبخ ، لماذا دوما أتهم بأنني فوضوية وأن بيتي غير مرتب،،، والحقيقة أنه كلما أتاني أحد من أهلي أنظر للبيت بعينه أشعر فعلا أنه غير مرتب ، صديقاتي يقلن لي أني مرتبة جدا ، زميلاتي في العمل يقلن ذلك ، كنت أعلل الأمر أن الناس ترى أوراقي ودفاتري والتي دوما أكثر من مرتبة ، ولكن لم بيتي ، مملكتي هكذا ، وطوال خمس سنوات أحاول أن أفهم السبب ، ولكني لا أجد ، كل يوم أشعر أنني أحفر في بحر ، لا شيء يختلف ، يظهر النظام ليومان على الأكثر ثلاثة وينقلب كل شيء على عقبيه، بل أنني وصلت في أخر المطاف إلى حل أفضل من كل الحلول ألا وهو "طز" فليكن ما يكون فأنا أعمل كما لا أعمل إذا لا يهم ، وعندما يكلمني أحد ، نعم أنا ربة بيت كسولة، حتى هذا الحل لم يرضيني ، منعت نفسي من عمل أي شيء إلا من أجل البيت وترتيبه ولكني أيضا فشلت ، ، هذه الأيام قررت أن أجد حلا وكان هذا الحل هو الأخير في قرارة نفسي إذا فشل فسأعلن فشلي للجميع راضية ، ، كعادتي في البحث عن الحلول ، بحثت ونقبت عن الكتب في هذا المجال!!

توصلت لكتابان وكانت المعجزة بأحدهما "sink reflection" ، "flylady" في كتابها وخلال حوالي 100 صفحة قالت جملة كانت هي الدواء ، قالت ما معناه : أن من مثلنا دوما يتهم بـالكسل والفوضوية ولكن الحقيقة أننا نسعى إلى الكمال نعم فنحن لا نبدأ عملا خوفا من ألا ننهيه على الوجه الأكمل فتكون النتيجة مزرية لأن ما يحدث أننا لا نعمل شيئا على الإطلاق " نعم ، هذه حقيقة مئة بالمئة ، كم مرة رفضت أن أرتب مكان ما في بيتي خوفا من أنني لن أستطيع أن أرتبه كما يجب ، تقول "flylady" كما تفضل أن تسمي نفسها أن قليل من العمل ولو خطأ هو بمثابة النعمة عليك وعلى أسرتك ، وهذه فعلا حقيقة لمستها خلا ل الأسبوعين الماضيين ، العيب الآخر الذي يقف في طريق من مثلي هو التشتت ، فكم مرة بدأت عمل ونسيته لان هناك ما قررت أن أعمله غير ما في يدي وتكون النتيجة مجموعة مشاريع مفتوحة لم أنهي واحدا منها وينتهي الأمر بالإحباط وجمع المشاريع دون إكمال لواحد فيها.

تعتمد هذه السيدة الطائرة على أن الأمر يحتاج لأكثر من نقطة أحد أهم هذه النقاط هو العادة وأنه بمجرد إرساء عادة ما كـ "تلميع الحوض"- وهذه من أهم العادات بالنسبة لبرنامجها – يصبح الجسم والنفس مبرمجين بحيث تتم دون تفكير أو تعب ، ويمكن تماما أن أقول أن ما تفعله ببرنامجها يذكرني بمثال أحب أن أقوله مرارا وتكرارا، تماما كتعلم القيادة ، القصة هي كيفية تحويل ال"الإرادي" إلى "لا إرادي" أي كيف يمكننا أن نستعمل عصا الفتيس دون أن ننظر لها

الأمر يتطلب وقت وجهد ولكن كلما كان الأمر أبطأ كلما كان أفضل وكلما قل العمل وزادت المداومة كان أسهل ، "أفضل الأعمال ما دام وإن قل"

نقطة أخرى أعجبتني في هذا الكتاب، أن الاهتمام بالنفس هو من عماد الأمور فكيف تتوقعين الاهتمام بالبيت أو بالآخرين وأنت لا تستطيعين الاهتمام بنفسك كيف تكونين محطمة وتريدين إصلاح الكون ، نعم أنا مقتنعة تماما بهذه النقطة ، وأراها دائما منعكسة على أولادي ، كلما كنت في حالة طيبة كلما عاملتهم بكل هدوء وكلما كنت منكسرة عاملتهم بكل قسوة وكأنهم السبب في بعثرتي.

وعلى الله قصد السبيل ،،،

٠٣‏/١١‏/٢٠٠٨

بقية الحديث: في مثل هذا اليوم

فلأكمل الحديث ، عن جلستي أنا ورفيقة السنين في قهوتنا المفضلة ،
قد يبدو للبعض أننا فتاتان فارغتان ليس وراءنا إلا الرغي والحديث هن هذا وتلك ولكن الحقيقة أن كل منا تحمل في جعبتها هم ومسؤولية أكثر كثيرا مما يبدو . يزيدهما حساسيتنا وبحثنا عن الكمال
لا يزيد لقاءنا الأسبوعي عادة عن 3 أو 4 ساعات ، بل أحيانا يختصر لـ ساعتين ، ولكننا كنا عادة ما نوظفهما بمثالية ، لسنا دائما نثرثر عن فلانة وعلانة فقط ، ولا حتى نتناقش في حديث الساعة فقط و لا نفند أدلة علمية على موضوع درسناه سابقة ولكن يمكن أن نقول كل هذا يكون ويحدث ، فحديثنا يكون كالمجلة المتنوعة ، لا أنكر أنها أحيانا تكون كمحلة ميكي جيب خفيفة صغيرة مليئة بالضحك ، وأحيانا تكون كمجلة علمية أسبوعية ثقيلة ، بل أحيانا نبحث ونتناقش في إحدى المسائل الفلسفية التي عجز عن حلها الأقدمون في أكبر المجلدات


أيا كان الموضوع فإنه كيف تفهم الواحدة منا الأخرى هو الأهم كيف تمس كلامنا جدار القلب هو المعنى . فكل واحدة فينا بمثابة طبيبة ، طبيبة استماع أكثر منها طبيبة حلول ، طبيبة فضفضة . نحن نروي ونتكلم ولا نحتاج علاج ، فمن مثلنا لا علاج له إلا الاستماع والاهتمام . وهذا ما نجده في هذه اللقاءات .

أكدت لي هذه اللقاءات دوما أننا كلما كبرنا يوما وازددنا حكمة ازددنا حزنا ، لاننا نعرف أحزان الآخرين وآلامهم . وكنت كل مرة أقابلها ، وأسمع منها أرجع أعتصر ألما لأني لا أستطيع أن أساعدها . ولكن عزائي الوحيد أنها مثلي ومثل كل الغرباء مساعدتهم في سماعهم وتفهمهم فقط

والآن ولأن دوام الحال من المحال انشغلت صديقتي ورفيقة الطريق في أعمالها وصرت أنتظرها كل ثلاثاء دون أن تأتي ، لا أجد أذنا تسمع ولا قلبا يئن ولا عينا تدمع معي ،

ولأن الماضي لا يعود فنحن نعلم أننا حتى لو عادت لقاءتنا لن تعود كما كانت تماما ، لأنها عندما تعود لن أكون هي هي ولو تكون هي هي ، كل منا تغير ، كل منا نقص من عمره شيء وزاد من همه شيء. رائحة القهوة ستتغير وطعم الشيكولاتة سيصبح أكثر مرارة . ولكن أدام الله نعمته ودمنا رفقاء على الخير إن شاء الله
إلى لقاء
أم نية