٢٦‏/١١‏/٢٠٠٨

هكذا يخنقنا البحث عن الكمال أحيانا

لا كرامة لنبي في وطنه ، هكذا كنت أقول في نفسي كلما عاتبني زوجي على فوضويتي ، أو نهرتني أمي على كسلي في ترتيب بيتي ، أين هذه الفوضوية فأنا لا أكاد أجلس في اليوم إلا مرة أو مرتين ، أنا لا أكف عن العمل ما بين ترتيب وتنظيف وطبخ ، لماذا دوما أتهم بأنني فوضوية وأن بيتي غير مرتب،،، والحقيقة أنه كلما أتاني أحد من أهلي أنظر للبيت بعينه أشعر فعلا أنه غير مرتب ، صديقاتي يقلن لي أني مرتبة جدا ، زميلاتي في العمل يقلن ذلك ، كنت أعلل الأمر أن الناس ترى أوراقي ودفاتري والتي دوما أكثر من مرتبة ، ولكن لم بيتي ، مملكتي هكذا ، وطوال خمس سنوات أحاول أن أفهم السبب ، ولكني لا أجد ، كل يوم أشعر أنني أحفر في بحر ، لا شيء يختلف ، يظهر النظام ليومان على الأكثر ثلاثة وينقلب كل شيء على عقبيه، بل أنني وصلت في أخر المطاف إلى حل أفضل من كل الحلول ألا وهو "طز" فليكن ما يكون فأنا أعمل كما لا أعمل إذا لا يهم ، وعندما يكلمني أحد ، نعم أنا ربة بيت كسولة، حتى هذا الحل لم يرضيني ، منعت نفسي من عمل أي شيء إلا من أجل البيت وترتيبه ولكني أيضا فشلت ، ، هذه الأيام قررت أن أجد حلا وكان هذا الحل هو الأخير في قرارة نفسي إذا فشل فسأعلن فشلي للجميع راضية ، ، كعادتي في البحث عن الحلول ، بحثت ونقبت عن الكتب في هذا المجال!!

توصلت لكتابان وكانت المعجزة بأحدهما "sink reflection" ، "flylady" في كتابها وخلال حوالي 100 صفحة قالت جملة كانت هي الدواء ، قالت ما معناه : أن من مثلنا دوما يتهم بـالكسل والفوضوية ولكن الحقيقة أننا نسعى إلى الكمال نعم فنحن لا نبدأ عملا خوفا من ألا ننهيه على الوجه الأكمل فتكون النتيجة مزرية لأن ما يحدث أننا لا نعمل شيئا على الإطلاق " نعم ، هذه حقيقة مئة بالمئة ، كم مرة رفضت أن أرتب مكان ما في بيتي خوفا من أنني لن أستطيع أن أرتبه كما يجب ، تقول "flylady" كما تفضل أن تسمي نفسها أن قليل من العمل ولو خطأ هو بمثابة النعمة عليك وعلى أسرتك ، وهذه فعلا حقيقة لمستها خلا ل الأسبوعين الماضيين ، العيب الآخر الذي يقف في طريق من مثلي هو التشتت ، فكم مرة بدأت عمل ونسيته لان هناك ما قررت أن أعمله غير ما في يدي وتكون النتيجة مجموعة مشاريع مفتوحة لم أنهي واحدا منها وينتهي الأمر بالإحباط وجمع المشاريع دون إكمال لواحد فيها.

تعتمد هذه السيدة الطائرة على أن الأمر يحتاج لأكثر من نقطة أحد أهم هذه النقاط هو العادة وأنه بمجرد إرساء عادة ما كـ "تلميع الحوض"- وهذه من أهم العادات بالنسبة لبرنامجها – يصبح الجسم والنفس مبرمجين بحيث تتم دون تفكير أو تعب ، ويمكن تماما أن أقول أن ما تفعله ببرنامجها يذكرني بمثال أحب أن أقوله مرارا وتكرارا، تماما كتعلم القيادة ، القصة هي كيفية تحويل ال"الإرادي" إلى "لا إرادي" أي كيف يمكننا أن نستعمل عصا الفتيس دون أن ننظر لها

الأمر يتطلب وقت وجهد ولكن كلما كان الأمر أبطأ كلما كان أفضل وكلما قل العمل وزادت المداومة كان أسهل ، "أفضل الأعمال ما دام وإن قل"

نقطة أخرى أعجبتني في هذا الكتاب، أن الاهتمام بالنفس هو من عماد الأمور فكيف تتوقعين الاهتمام بالبيت أو بالآخرين وأنت لا تستطيعين الاهتمام بنفسك كيف تكونين محطمة وتريدين إصلاح الكون ، نعم أنا مقتنعة تماما بهذه النقطة ، وأراها دائما منعكسة على أولادي ، كلما كنت في حالة طيبة كلما عاملتهم بكل هدوء وكلما كنت منكسرة عاملتهم بكل قسوة وكأنهم السبب في بعثرتي.

وعلى الله قصد السبيل ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق