٢١‏/١٢‏/٢٠٠٨

جوايا طير قلقان في عشه لا أنا قادرة أشيله ولا قادرة أهشه

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أسمع هذه الأغنية (قلبنا البلوج غنائي!!) ولم تكن أيضا هذه المرة الأولى التي أفكر فيها في شكل شعري .......

كثيرا كان يلفت نظري كيف تترك الأمهات شعر بناتها هكذا سائبا ، متطايرا ، كنت دائما انظر بإعجاب شديد واستنكار أشد لهؤلاء البنات وأمهاتهن وأتساءل لم لم أكن اترك شعري هكذا عندما كنت صغيرة وأخرج وألعب ، لم لم أكن أستطيع أن أشعر بشعري يتطاير هنا وهناك وأنا أتأرجح على الأرجوحة . لم كانت أمي تعصبني بضفيرتي ، لم صرت بعد ما شببت أفضل أن أشد الضفيرة وغير ذلك ما أشعر بأني مهندمة ومرتبة.

لقد كان هذا الأمر غريبا جدا أن أفكر أن أفك ضفيرة شعري ، وكم كانت فرحتي عندما يكون هناك حفلة في المدرسة يمكنني خلالها أن أفك ضفيرتي ، وأشعر بجمال شعري الذي تتكلم عنه كثير من الطالبات وأنا لا أشعر به!!

لقد صار أكثر ما افتقده وخاصة بعد حجابي (منذ 15 عام) هو إثارة الهواء لشعري ورقص شعري على إثره

منذ أسبوع تقريبا حضرت تجمع عائلي ومن بين بنات العائلة اللائي يتركن شعورهن هنا وهنا وجدت طفلة لم تتعدى ثمان سنوات ضفرت أمها شعرها ضفيرة ، وشدتها إلى الخلف ، شعرت بالاختناق من أجلها ، وددت لو أتكلم مع أمها التي هي صديقة أكثر من قريبة ولكني ترددت وقررت أن أفكر قليلا ماذا كنت سأفعل لو كانت لي إبنة ! ابتسمت بيني وبين نفسي ، إذا كنت أحلق لأولادي الصبية ذوي الخمس سنوات شهريا على نمرة 2 ، لاقتناعي أن هذه نظافة وهندمة. لعلي أقل صلابة من أمي فعندما بدأ أحدهم في التمرد واستعمال الجل حاولت أن أحجمه ولكن الحقيقة لم أمنعه نهائيا ، بل وأحيانا –بصراحة- أحاول أن أدفع الآخر ليفعلها أو ليجربها ولكنه يردني دوما بعدم اهتمامه بالأمر ليذكرني بنفسي تماما.

بعد هذا الاجتماع كانت هذه هي المرة الأولى التي أبكي فيها عندما أسمع هذه الأغنية، لـ"حنان ماضي"

يا امايا يا أما ، يا أمايا يا أما شدي الضفاير شدي رباطها عصبيني
لو قادرة يا اما تقيديها قيديها وقيديني
شعوري موجة عمالة تلعب عمالة ترقص فوق جبيني
شعوري شوق وبشوقي حايرة ما انا عارفة ماشية ما انا عارفة طايرة
وكلام في سرك وبقولها مرة عذاب بحسه عذاب وثورة

يا امايا يا أما ، يا أمايا يا أما شدي الضفاير شدي رباطها عصبيني
لو قادرة يا اما تقيديها قيديها وقيديني
جوايا ليل جوايا إيه
جوايا حيرة جويا ضلمة
جوايا طير قلقان في عشه لا أنا قادرة أشيله ولا قادرة أهشه
وكلام في سرك وبقولها مرة عذاب بحسه عذاب وثورة

آه يا حنان لو تعرفين معنى أن تشد ضفائرك حتى تكاد تخنقك ، آه لو صرت أنت من داخلك تشدين شعرك ضفيرة واحدة ،

ما حدش عاجبه حاله ،،،

الحمد لله على كل حال
أم-نية

٢٩‏/١١‏/٢٠٠٨

هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت وشفت نفسك في المرايا بكيت

"جواك سؤال تصرخ تقول أنا مين ، أنا مين أنا زي ما أنا ولا أتقسمت أتنين وبعدين ... حاجات كتير في حياتنا اتسببت في حيرتنا وأدينا عايشين راضين ، جايين ورايحين ، ... هو انت مين اللي عمل كدة فيك مش انت ولا في حد غمى عنيك" شيرين أغنية المرايا، كم تساءلت من جعلني غريبة من جعلني دائما وحيدة غريبة ، لماذا كتب علي أن أمثل أنني لست غريبة وإلا اضهدت ، ،،، لماذا أكره أن أرى أيا من أولادي غرباء ، تخنقهم الغربة ونظرات الناس ، حتى علاقتهم مع اصدقائهم أعرف أنها ستكون مبتورة إذا كانوا غرباء ، قليلون الغرباء من يستطيعون أن يتلونون ليكونوا مثل من حولهم ، ..... عفوا أعتذر عن فظاظتي وحزني

٢٦‏/١١‏/٢٠٠٨

هكذا يخنقنا البحث عن الكمال أحيانا

لا كرامة لنبي في وطنه ، هكذا كنت أقول في نفسي كلما عاتبني زوجي على فوضويتي ، أو نهرتني أمي على كسلي في ترتيب بيتي ، أين هذه الفوضوية فأنا لا أكاد أجلس في اليوم إلا مرة أو مرتين ، أنا لا أكف عن العمل ما بين ترتيب وتنظيف وطبخ ، لماذا دوما أتهم بأنني فوضوية وأن بيتي غير مرتب،،، والحقيقة أنه كلما أتاني أحد من أهلي أنظر للبيت بعينه أشعر فعلا أنه غير مرتب ، صديقاتي يقلن لي أني مرتبة جدا ، زميلاتي في العمل يقلن ذلك ، كنت أعلل الأمر أن الناس ترى أوراقي ودفاتري والتي دوما أكثر من مرتبة ، ولكن لم بيتي ، مملكتي هكذا ، وطوال خمس سنوات أحاول أن أفهم السبب ، ولكني لا أجد ، كل يوم أشعر أنني أحفر في بحر ، لا شيء يختلف ، يظهر النظام ليومان على الأكثر ثلاثة وينقلب كل شيء على عقبيه، بل أنني وصلت في أخر المطاف إلى حل أفضل من كل الحلول ألا وهو "طز" فليكن ما يكون فأنا أعمل كما لا أعمل إذا لا يهم ، وعندما يكلمني أحد ، نعم أنا ربة بيت كسولة، حتى هذا الحل لم يرضيني ، منعت نفسي من عمل أي شيء إلا من أجل البيت وترتيبه ولكني أيضا فشلت ، ، هذه الأيام قررت أن أجد حلا وكان هذا الحل هو الأخير في قرارة نفسي إذا فشل فسأعلن فشلي للجميع راضية ، ، كعادتي في البحث عن الحلول ، بحثت ونقبت عن الكتب في هذا المجال!!

توصلت لكتابان وكانت المعجزة بأحدهما "sink reflection" ، "flylady" في كتابها وخلال حوالي 100 صفحة قالت جملة كانت هي الدواء ، قالت ما معناه : أن من مثلنا دوما يتهم بـالكسل والفوضوية ولكن الحقيقة أننا نسعى إلى الكمال نعم فنحن لا نبدأ عملا خوفا من ألا ننهيه على الوجه الأكمل فتكون النتيجة مزرية لأن ما يحدث أننا لا نعمل شيئا على الإطلاق " نعم ، هذه حقيقة مئة بالمئة ، كم مرة رفضت أن أرتب مكان ما في بيتي خوفا من أنني لن أستطيع أن أرتبه كما يجب ، تقول "flylady" كما تفضل أن تسمي نفسها أن قليل من العمل ولو خطأ هو بمثابة النعمة عليك وعلى أسرتك ، وهذه فعلا حقيقة لمستها خلا ل الأسبوعين الماضيين ، العيب الآخر الذي يقف في طريق من مثلي هو التشتت ، فكم مرة بدأت عمل ونسيته لان هناك ما قررت أن أعمله غير ما في يدي وتكون النتيجة مجموعة مشاريع مفتوحة لم أنهي واحدا منها وينتهي الأمر بالإحباط وجمع المشاريع دون إكمال لواحد فيها.

تعتمد هذه السيدة الطائرة على أن الأمر يحتاج لأكثر من نقطة أحد أهم هذه النقاط هو العادة وأنه بمجرد إرساء عادة ما كـ "تلميع الحوض"- وهذه من أهم العادات بالنسبة لبرنامجها – يصبح الجسم والنفس مبرمجين بحيث تتم دون تفكير أو تعب ، ويمكن تماما أن أقول أن ما تفعله ببرنامجها يذكرني بمثال أحب أن أقوله مرارا وتكرارا، تماما كتعلم القيادة ، القصة هي كيفية تحويل ال"الإرادي" إلى "لا إرادي" أي كيف يمكننا أن نستعمل عصا الفتيس دون أن ننظر لها

الأمر يتطلب وقت وجهد ولكن كلما كان الأمر أبطأ كلما كان أفضل وكلما قل العمل وزادت المداومة كان أسهل ، "أفضل الأعمال ما دام وإن قل"

نقطة أخرى أعجبتني في هذا الكتاب، أن الاهتمام بالنفس هو من عماد الأمور فكيف تتوقعين الاهتمام بالبيت أو بالآخرين وأنت لا تستطيعين الاهتمام بنفسك كيف تكونين محطمة وتريدين إصلاح الكون ، نعم أنا مقتنعة تماما بهذه النقطة ، وأراها دائما منعكسة على أولادي ، كلما كنت في حالة طيبة كلما عاملتهم بكل هدوء وكلما كنت منكسرة عاملتهم بكل قسوة وكأنهم السبب في بعثرتي.

وعلى الله قصد السبيل ،،،

٠٣‏/١١‏/٢٠٠٨

بقية الحديث: في مثل هذا اليوم

فلأكمل الحديث ، عن جلستي أنا ورفيقة السنين في قهوتنا المفضلة ،
قد يبدو للبعض أننا فتاتان فارغتان ليس وراءنا إلا الرغي والحديث هن هذا وتلك ولكن الحقيقة أن كل منا تحمل في جعبتها هم ومسؤولية أكثر كثيرا مما يبدو . يزيدهما حساسيتنا وبحثنا عن الكمال
لا يزيد لقاءنا الأسبوعي عادة عن 3 أو 4 ساعات ، بل أحيانا يختصر لـ ساعتين ، ولكننا كنا عادة ما نوظفهما بمثالية ، لسنا دائما نثرثر عن فلانة وعلانة فقط ، ولا حتى نتناقش في حديث الساعة فقط و لا نفند أدلة علمية على موضوع درسناه سابقة ولكن يمكن أن نقول كل هذا يكون ويحدث ، فحديثنا يكون كالمجلة المتنوعة ، لا أنكر أنها أحيانا تكون كمحلة ميكي جيب خفيفة صغيرة مليئة بالضحك ، وأحيانا تكون كمجلة علمية أسبوعية ثقيلة ، بل أحيانا نبحث ونتناقش في إحدى المسائل الفلسفية التي عجز عن حلها الأقدمون في أكبر المجلدات


أيا كان الموضوع فإنه كيف تفهم الواحدة منا الأخرى هو الأهم كيف تمس كلامنا جدار القلب هو المعنى . فكل واحدة فينا بمثابة طبيبة ، طبيبة استماع أكثر منها طبيبة حلول ، طبيبة فضفضة . نحن نروي ونتكلم ولا نحتاج علاج ، فمن مثلنا لا علاج له إلا الاستماع والاهتمام . وهذا ما نجده في هذه اللقاءات .

أكدت لي هذه اللقاءات دوما أننا كلما كبرنا يوما وازددنا حكمة ازددنا حزنا ، لاننا نعرف أحزان الآخرين وآلامهم . وكنت كل مرة أقابلها ، وأسمع منها أرجع أعتصر ألما لأني لا أستطيع أن أساعدها . ولكن عزائي الوحيد أنها مثلي ومثل كل الغرباء مساعدتهم في سماعهم وتفهمهم فقط

والآن ولأن دوام الحال من المحال انشغلت صديقتي ورفيقة الطريق في أعمالها وصرت أنتظرها كل ثلاثاء دون أن تأتي ، لا أجد أذنا تسمع ولا قلبا يئن ولا عينا تدمع معي ،

ولأن الماضي لا يعود فنحن نعلم أننا حتى لو عادت لقاءتنا لن تعود كما كانت تماما ، لأنها عندما تعود لن أكون هي هي ولو تكون هي هي ، كل منا تغير ، كل منا نقص من عمره شيء وزاد من همه شيء. رائحة القهوة ستتغير وطعم الشيكولاتة سيصبح أكثر مرارة . ولكن أدام الله نعمته ودمنا رفقاء على الخير إن شاء الله
إلى لقاء
أم نية

٢٥‏/١٠‏/٢٠٠٨

ذهب عمو علي

لست هنا لأحكي عن حزني على فقدان عمو علي, لست هنا لأحكي كم كان عمو علي رجلاً بما تحتويه الكلمة من معان اندثرت مثل الكرم, و الشجاعة و الإيثار, صفات الفارس القديم التي قرأنا عنها في الكتب في إحدى الأزمنة

آه يا عمى لا تستطيع أبجدية أية لغة أن تحتوي صفاتك و نبلك, لا تستطيع اللغة المكتوبة أن تصف مقدار الفقدان و الخسارة التي شعر بها كل من حولك

أنا هنا لأقول لك كم كنت أحبك .....
أنا هنا لأقول لك شكراً على تلك الذكريات .....في ذلك الوطن

"الأشياء التي فقدناها و الأوطان التي غادرناها و الأشخاص الذين إقتلعوا منا, غيابهم لا يعنى اختفاءهم. إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا, كما يعيش وطن ...كما تعيش امرأة ...كما يعيش صديق رحل..و لا أحد غيرنا يراهم. و في الغربة يسكوننا و لا يساكنوننا, فيزداد صقيع أطرافنا, وننفضح بهم برداً"! أحلام مستغانمي


اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه, و أكرم نزله ووسع مدخله, و اغسله بالماء و الثلج و البرد, و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

18/10/2008

شكلنا حنعمر مع بعض

العنوان بالعامية و التعليق باللغة العربية!

"شكلنا حنعمر مع بعض يا دكتور"

جملة نطقها طالب في فصلي في طريقه إلى الخروج بعد انتهاء الدرس, ثم عاد مرة أخرى ليعيد نفس الجملة على مسامعي, و يعيد شرحها "أنا بدأت أحب المحاضرة ده يا دكتور و أستمتع بها"
"ربنا يخليك يا_____, شكراً"
"فعلاً يا دكتور"
"شكراً يا ______ربنا يخليك"

يا إلهي , يا كريم يا رب

ها هي إحدى الرسائل الإلهية التي يطلبها العبد الفقير من الله ليصل لإجابات لأسئلة تؤرقه, فتأتي إليه في الأوقات التي لا يتوقعها أو ينتظرها!

هل ما أفعله صحيح؟
هل أنا مدرسة جيدة؟
هل أنا محبوبة؟
هل أنا ناجحة؟

بعد بضع أعوام من التدريس يزداد يقيني أني في حاجة إلى هؤلاء الطلبة أكثر من حاجتهم إلي, في حاجة لحبهم و احترامهم و تشجيعهم لي أكثر من حاجتهم إلى قواعد اللغة التي يمكن أن يجدوها في أي كتاب, أشعر بحزن شديد لما وصلوا إليه من تخبط تعليمي و ثقافي و اجتماعي و لكن في نفس الوقت أحبهم و أشفق عليهم من عالم كبير ينتظرهم ليواجهونه بدون أسلحة مثل كتاب, أو عائلة , أو حتى صديق مخلص. و هذا يقودنا إلى السؤال: أي نوع من المعلمين يفضله الطالب؟
هناك أربعة أنواع من المعلمين:
المعلم الذي يجيد فن الإتصال ولكنه لايتقن فن إيصال المعلومة
المعلم الذي لا يجيد فن الإتصال ولكنه يجيد فن إيصال المعلومة
المعلم الذي لا يتقن الإثنين (و هذا غالباً ما نجده في فصولنا)
و المعلم الذي يتقن الإثنين (هذا نادر حدوثه)
(ملحوظة: الغريب أني لا أدري لأي نوع أنتمي!!! هذه مشكلة أعاني منها عندما يطلب منى تحديد لأي الفئات أنتمي)
بعد هذه الخبرة التي لا بأس بها أستطيع أن أقول أن طلابي قد يختلفون في أشكالهم وكلامهم وبيئاتهم الإجتماعية ولكنهم يتفقون على حاجتهم الشديدة إلى الإنســــــان في ذلك المعلم ! !أياً كان هذا المعلم!!
فلتذهب النظريات إلى الجحيم و لتبقى كلمات ذلك الطالب أجمل ما في يومي. الحمـــــد لله.


16/ 10/2008

٢١‏/١٠‏/٢٠٠٨

في مثل هذا اليوم

في مثل هذا الوقت من كل أسبوع (يوم الثلا ثاء الساعة العاشرة صباحا) كان موعدنا الذي خصصناه للقاء أسبوعي وعلى مدارفترة (تعرفها هي أكثر مني ، هي أشطر في الحساب!!) ما كنا نخلف وعدا إلا نادرا وإذا حدث فإنها تكون لضرورة قهرية ، نشرق ونغرب مرة مكان أثري ، مرة كافيه نجربه للمرة الأولى ، مرة فول وطعمية في الحسين وقهوة في قهوة الفيشاوي ، مرة معجنات من تريانون، جولة في قصر الأمير طاز، طبق رئيسي من أطباق تشيليز على النيل ، وأخرى كوب شاي في النادي ، وفقا للطقس في هذا اليوم ووفقا أيضا للميزانية ، فخروجة أول الشهر غير تلك في آخر الشهر ، والميزة والحمدلله ، أن موعد تسلمنا لدخلنا مختلف وهذا ما يوازن الأمر كثيرا.
لنا مبدأ يميزنا عن غيرنا ، "كل نصف ما تشتهي" بمعنى نتفق على طبق أيا كان سعره ونطلبه ونطلب معه طبق فارغ لنقسم محتويات الطبق على كلتينا. طبعا يتهامز علينا ويتلامز من يحب ولكن ما عاد هذا الأمر يشكل لنا مشكلة. نسير على هذا النهج احتراما لحمية غذئية أو حمية جيبية تنتهجها احدانا أو ننتهجها معا. (كم أخشى أن يتعلم آخرين هذا النهج ويسيرون عليه ، ستغلق كل المقاهي ابوابها)
بالرغم من تعدد الأماكن إلا أن لنا قبلة تظل هي ملاذنا المفضل وخاصة في تلك الاوقات التي نريد أن نتكلم معا بطلاقة ودون شعور بغربة المكان.
كافيه سيلانترو، هناك نطلب قهوتنا قوية الطعم شهية الرائحة ونقتسم قطعة الجاتو ونقتسمها ونبدأ الحديث، طبعا ككل البشريبدأ الحديث باللف والدوران نؤخر عرض آلمنا وجروحنا خلال الأسبوع وكأن كل واحدة فينا تحافظ علىشعور الأخرى و..... للحديث بقية أن شاء الله

١٠‏/١٠‏/٢٠٠٨

أين الأمـــان

شعرت باختناق وغصة في حلقي عندما قرأت تحقيق نشرته جريدة المصري اليوم حو ل التحرش الجنسي في مصر، شعرت أن كل دقيقة سأتحرك فيها في الشارع سأواجه تحرشا، كالعادة تذكرت أولادي ، ماذا سيكون شكل عالمهم عندما يصلون لسن المراهقة ، كيف أزرع مراقبة الله في صدروهم ، تذكرت يوما كنت في السنة الأولى من الجامعة وفي إحد السكاشن سألنا المعيد عن أهم شيء في حياتك وقدم لنا عدة اختيارات لنرتبها كل حسب أهميته ، بصراحة لا أذكر ماذا اخترت ولكني أذكر حديث جانبي دار بيني وبين زميلتي التي اختارت الأمان ، قلت لها بتهكم ، الأمان هو آخر حاجة مش أول حاجة ، تعجبت مني جدا ، وقالت لا طبعا ده أهم حاجة ، إزاي الواحد يعيش من غير احساس بالأمان... لا أعرف لماذا علق هذا الحوار المصغر بذاكرتي ولا أذكر تماما متى غيرت رأيي ولكني وحتى الآن كلما شعرت بنقص الأمان تذكرت هذا الحوار واقتنعت أكثر أنني كنت طفلة لا تعي ما تقول. أو ربما كنت أشعر بأمان زائد حتى أني تخيلت أنه شيء لا يمكن زواله

٠٨‏/١٠‏/٢٠٠٨

حنين أم إغتراب

تنتابني هذه الأيام حالة من الحنين لصور من الماضي تعبر الذاكرة و في عبورها تترك هذا الشجن(دعوني أتكلم عن الشجن في وقت آخر), صورة من بيت جدى في الجيزة , غرفة الضيوف المغلقة في أغلب الأحوال , أتذكر تسللي إليها من وقت لآخر للتمدد على الأريكة قليلا قبل أن يلاحظ أحد إختفائي, أتذكر الأريكة جيداً, ملمس غطائها الناعم, لونها, اللوحة التى تعلوها-كانت لمجموعة من القطط البيضاء يعبثن بخيوط التريكو, كان هناك شيئاً ما في هذه الغرفة يبعث على الراحة و الطمأنينة حتى طقسها كان مختلفأ عن بقية الغرف باردة صيفاً دافئة شتاء, في ذلك الوقت لم أفهم سبب تعلقى بهذه الغرفة و لكن الآن عندما أنظر للأمر بعد سنوات من محاولات الغوص في أعماق تلك النفس أرى أنها كانت الإرهاصات الأولي (حلوة إرهاصات ده) لشعور دائم يدعى "الإغتراب" و الرغبة في إيجاد ملجأ آمن لإلتقاط الأنفاس, لمعاودة شحن بطارية .....لا أدري ما أسميها ولكن يمكنني أن أنقل لكم كلمات كاتب آخر قد تفي بالغرض:

كانت كلماتها مشحونة بكهرباء من الصدق المتوهج و كانت تتحدث إلينا في مؤتمر "المرأة و الإبداع" عن اعترافات القديسة "تريزا". كنت واحدأ من حوالي أربعين شخصاً, نتابع كلماتها التي تبدو كوهج يعيد لملمة هذا التمزق السري الذي يعانيه أي منا. و حتى لا أصدر تعميماً على كل البشر, لا بد لى أن أعترف بأني أقوم كل يوم لألملم أجزاء روحي المبعثرة, و أكاد أن ألصق أعضائي في ملابسي ليبرق كل شئ من الخارج, و أخفي أنهار الجراح الخاصة, و كأن اختيار الأناقة البسيطة هو محاولة لستر رحلة التبعثر عن هذا العالم. منير عامر
مجلة نصف الدنيا

الآن مات جدي وذهب البيت إلى خالتي التي أعادت طلاء البيت و تغيير الأثاث, و تغير الإحساس و ذهبت أريكتي.....في هذا العالم.

دي_نا

٠٥‏/١٠‏/٢٠٠٨

المهنة : مغتربة

أعذرني يا سيدي، أعذرني إن كنت أثقلت عليك باغترابي ولكن ما باليد حيلة ،، فالاغتراب مهنة ما عاد بوسعي تغيرها ، ولدت أمتهن الاغتراب ،، أمارس غربتي مع كل ما حولي ومن حولي.

لو كنت طبيبة لمارست مهنتي فقط مع مشرط ومريض ، ولو كنت مهندسة لمارست مهنتي مع مسطرة وقلم ولكني غربتي أمارسها مع قلمي وحاسوبي وزوجي وعائلتي والأغراب عني ،،،

أرى نفسي ومن حولي بمنظار مختلف لا يسعني خلعه وإذا حاولت خلعه أصبح كمن ينسلخ عنه جلده يظل يعاني حتى يتجدد جلده من جديد

آه من أن تصبح كائنا غريبا يهتم بك البعض لغرابتك ويسخر البعض من غربتك ويأنفك الأكثرية لغربتك وغرابتك معا وقلة قليلة هي التي تألفك ولكن.... بحذر.
أم_نِـية

بداية

بسم الله الرحمن الرحيم
البداية