حنين أم إغتراب
تنتابني هذه الأيام حالة من الحنين لصور من الماضي تعبر الذاكرة و في عبورها تترك هذا الشجن(دعوني أتكلم عن الشجن في وقت آخر), صورة من بيت جدى في الجيزة , غرفة الضيوف المغلقة في أغلب الأحوال , أتذكر تسللي إليها من وقت لآخر للتمدد على الأريكة قليلا قبل أن يلاحظ أحد إختفائي, أتذكر الأريكة جيداً, ملمس غطائها الناعم, لونها, اللوحة التى تعلوها-كانت لمجموعة من القطط البيضاء يعبثن بخيوط التريكو, كان هناك شيئاً ما في هذه الغرفة يبعث على الراحة و الطمأنينة حتى طقسها كان مختلفأ عن بقية الغرف باردة صيفاً دافئة شتاء, في ذلك الوقت لم أفهم سبب تعلقى بهذه الغرفة و لكن الآن عندما أنظر للأمر بعد سنوات من محاولات الغوص في أعماق تلك النفس أرى أنها كانت الإرهاصات الأولي (حلوة إرهاصات ده) لشعور دائم يدعى "الإغتراب" و الرغبة في إيجاد ملجأ آمن لإلتقاط الأنفاس, لمعاودة شحن بطارية .....لا أدري ما أسميها ولكن يمكنني أن أنقل لكم كلمات كاتب آخر قد تفي بالغرض:
كانت كلماتها مشحونة بكهرباء من الصدق المتوهج و كانت تتحدث إلينا في مؤتمر "المرأة و الإبداع" عن اعترافات القديسة "تريزا". كنت واحدأ من حوالي أربعين شخصاً, نتابع كلماتها التي تبدو كوهج يعيد لملمة هذا التمزق السري الذي يعانيه أي منا. و حتى لا أصدر تعميماً على كل البشر, لا بد لى أن أعترف بأني أقوم كل يوم لألملم أجزاء روحي المبعثرة, و أكاد أن ألصق أعضائي في ملابسي ليبرق كل شئ من الخارج, و أخفي أنهار الجراح الخاصة, و كأن اختيار الأناقة البسيطة هو محاولة لستر رحلة التبعثر عن هذا العالم. منير عامر
مجلة نصف الدنيا
الآن مات جدي وذهب البيت إلى خالتي التي أعادت طلاء البيت و تغيير الأثاث, و تغير الإحساس و ذهبت أريكتي.....في هذا العالم.
دي_نا
سلو قلبى
-
سلوا قلبي وقولوا لي الجوابا
لماذا حالنا أضحي هبابا ؟
لقد زاد الفساد وساد فينا
فلم ينفع بوليسٌ أو نيابة
وشاع الجهل .. حتى إن بعضاً
من العلماء لم يفتح...
قبل ١١ عامًا
كل ما أقرأ ما كتبت أشعر أنني دخلت هذه الغرفة مرارا، اشعر بهذا الهواء الرطب محمل بروائح البيوت القديمة وهذه الأريكة تبدو لي كما لو كنت جلست عليها كثيرا ، لعلنا كلما شعرنا بالغربة شعرنا الحنين أكثروكلما شعرنا بالحنين شعرنا بغربتنا اكثر ، معادلة ناقصة لا أعرف أن أشرحها الآن سأوافيك بها لاحقا ، :)
ردحذف