٠٨‏/١٠‏/٢٠٠٨

حنين أم إغتراب

تنتابني هذه الأيام حالة من الحنين لصور من الماضي تعبر الذاكرة و في عبورها تترك هذا الشجن(دعوني أتكلم عن الشجن في وقت آخر), صورة من بيت جدى في الجيزة , غرفة الضيوف المغلقة في أغلب الأحوال , أتذكر تسللي إليها من وقت لآخر للتمدد على الأريكة قليلا قبل أن يلاحظ أحد إختفائي, أتذكر الأريكة جيداً, ملمس غطائها الناعم, لونها, اللوحة التى تعلوها-كانت لمجموعة من القطط البيضاء يعبثن بخيوط التريكو, كان هناك شيئاً ما في هذه الغرفة يبعث على الراحة و الطمأنينة حتى طقسها كان مختلفأ عن بقية الغرف باردة صيفاً دافئة شتاء, في ذلك الوقت لم أفهم سبب تعلقى بهذه الغرفة و لكن الآن عندما أنظر للأمر بعد سنوات من محاولات الغوص في أعماق تلك النفس أرى أنها كانت الإرهاصات الأولي (حلوة إرهاصات ده) لشعور دائم يدعى "الإغتراب" و الرغبة في إيجاد ملجأ آمن لإلتقاط الأنفاس, لمعاودة شحن بطارية .....لا أدري ما أسميها ولكن يمكنني أن أنقل لكم كلمات كاتب آخر قد تفي بالغرض:

كانت كلماتها مشحونة بكهرباء من الصدق المتوهج و كانت تتحدث إلينا في مؤتمر "المرأة و الإبداع" عن اعترافات القديسة "تريزا". كنت واحدأ من حوالي أربعين شخصاً, نتابع كلماتها التي تبدو كوهج يعيد لملمة هذا التمزق السري الذي يعانيه أي منا. و حتى لا أصدر تعميماً على كل البشر, لا بد لى أن أعترف بأني أقوم كل يوم لألملم أجزاء روحي المبعثرة, و أكاد أن ألصق أعضائي في ملابسي ليبرق كل شئ من الخارج, و أخفي أنهار الجراح الخاصة, و كأن اختيار الأناقة البسيطة هو محاولة لستر رحلة التبعثر عن هذا العالم. منير عامر
مجلة نصف الدنيا

الآن مات جدي وذهب البيت إلى خالتي التي أعادت طلاء البيت و تغيير الأثاث, و تغير الإحساس و ذهبت أريكتي.....في هذا العالم.

دي_نا

هناك تعليق واحد:

  1. كل ما أقرأ ما كتبت أشعر أنني دخلت هذه الغرفة مرارا، اشعر بهذا الهواء الرطب محمل بروائح البيوت القديمة وهذه الأريكة تبدو لي كما لو كنت جلست عليها كثيرا ، لعلنا كلما شعرنا بالغربة شعرنا الحنين أكثروكلما شعرنا بالحنين شعرنا بغربتنا اكثر ، معادلة ناقصة لا أعرف أن أشرحها الآن سأوافيك بها لاحقا ، :)

    ردحذف