٢٥‏/١٠‏/٢٠٠٨

ذهب عمو علي

لست هنا لأحكي عن حزني على فقدان عمو علي, لست هنا لأحكي كم كان عمو علي رجلاً بما تحتويه الكلمة من معان اندثرت مثل الكرم, و الشجاعة و الإيثار, صفات الفارس القديم التي قرأنا عنها في الكتب في إحدى الأزمنة

آه يا عمى لا تستطيع أبجدية أية لغة أن تحتوي صفاتك و نبلك, لا تستطيع اللغة المكتوبة أن تصف مقدار الفقدان و الخسارة التي شعر بها كل من حولك

أنا هنا لأقول لك كم كنت أحبك .....
أنا هنا لأقول لك شكراً على تلك الذكريات .....في ذلك الوطن

"الأشياء التي فقدناها و الأوطان التي غادرناها و الأشخاص الذين إقتلعوا منا, غيابهم لا يعنى اختفاءهم. إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا, كما يعيش وطن ...كما تعيش امرأة ...كما يعيش صديق رحل..و لا أحد غيرنا يراهم. و في الغربة يسكوننا و لا يساكنوننا, فيزداد صقيع أطرافنا, وننفضح بهم برداً"! أحلام مستغانمي


اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه, و أكرم نزله ووسع مدخله, و اغسله بالماء و الثلج و البرد, و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

18/10/2008

شكلنا حنعمر مع بعض

العنوان بالعامية و التعليق باللغة العربية!

"شكلنا حنعمر مع بعض يا دكتور"

جملة نطقها طالب في فصلي في طريقه إلى الخروج بعد انتهاء الدرس, ثم عاد مرة أخرى ليعيد نفس الجملة على مسامعي, و يعيد شرحها "أنا بدأت أحب المحاضرة ده يا دكتور و أستمتع بها"
"ربنا يخليك يا_____, شكراً"
"فعلاً يا دكتور"
"شكراً يا ______ربنا يخليك"

يا إلهي , يا كريم يا رب

ها هي إحدى الرسائل الإلهية التي يطلبها العبد الفقير من الله ليصل لإجابات لأسئلة تؤرقه, فتأتي إليه في الأوقات التي لا يتوقعها أو ينتظرها!

هل ما أفعله صحيح؟
هل أنا مدرسة جيدة؟
هل أنا محبوبة؟
هل أنا ناجحة؟

بعد بضع أعوام من التدريس يزداد يقيني أني في حاجة إلى هؤلاء الطلبة أكثر من حاجتهم إلي, في حاجة لحبهم و احترامهم و تشجيعهم لي أكثر من حاجتهم إلى قواعد اللغة التي يمكن أن يجدوها في أي كتاب, أشعر بحزن شديد لما وصلوا إليه من تخبط تعليمي و ثقافي و اجتماعي و لكن في نفس الوقت أحبهم و أشفق عليهم من عالم كبير ينتظرهم ليواجهونه بدون أسلحة مثل كتاب, أو عائلة , أو حتى صديق مخلص. و هذا يقودنا إلى السؤال: أي نوع من المعلمين يفضله الطالب؟
هناك أربعة أنواع من المعلمين:
المعلم الذي يجيد فن الإتصال ولكنه لايتقن فن إيصال المعلومة
المعلم الذي لا يجيد فن الإتصال ولكنه يجيد فن إيصال المعلومة
المعلم الذي لا يتقن الإثنين (و هذا غالباً ما نجده في فصولنا)
و المعلم الذي يتقن الإثنين (هذا نادر حدوثه)
(ملحوظة: الغريب أني لا أدري لأي نوع أنتمي!!! هذه مشكلة أعاني منها عندما يطلب منى تحديد لأي الفئات أنتمي)
بعد هذه الخبرة التي لا بأس بها أستطيع أن أقول أن طلابي قد يختلفون في أشكالهم وكلامهم وبيئاتهم الإجتماعية ولكنهم يتفقون على حاجتهم الشديدة إلى الإنســــــان في ذلك المعلم ! !أياً كان هذا المعلم!!
فلتذهب النظريات إلى الجحيم و لتبقى كلمات ذلك الطالب أجمل ما في يومي. الحمـــــد لله.


16/ 10/2008

٢١‏/١٠‏/٢٠٠٨

في مثل هذا اليوم

في مثل هذا الوقت من كل أسبوع (يوم الثلا ثاء الساعة العاشرة صباحا) كان موعدنا الذي خصصناه للقاء أسبوعي وعلى مدارفترة (تعرفها هي أكثر مني ، هي أشطر في الحساب!!) ما كنا نخلف وعدا إلا نادرا وإذا حدث فإنها تكون لضرورة قهرية ، نشرق ونغرب مرة مكان أثري ، مرة كافيه نجربه للمرة الأولى ، مرة فول وطعمية في الحسين وقهوة في قهوة الفيشاوي ، مرة معجنات من تريانون، جولة في قصر الأمير طاز، طبق رئيسي من أطباق تشيليز على النيل ، وأخرى كوب شاي في النادي ، وفقا للطقس في هذا اليوم ووفقا أيضا للميزانية ، فخروجة أول الشهر غير تلك في آخر الشهر ، والميزة والحمدلله ، أن موعد تسلمنا لدخلنا مختلف وهذا ما يوازن الأمر كثيرا.
لنا مبدأ يميزنا عن غيرنا ، "كل نصف ما تشتهي" بمعنى نتفق على طبق أيا كان سعره ونطلبه ونطلب معه طبق فارغ لنقسم محتويات الطبق على كلتينا. طبعا يتهامز علينا ويتلامز من يحب ولكن ما عاد هذا الأمر يشكل لنا مشكلة. نسير على هذا النهج احتراما لحمية غذئية أو حمية جيبية تنتهجها احدانا أو ننتهجها معا. (كم أخشى أن يتعلم آخرين هذا النهج ويسيرون عليه ، ستغلق كل المقاهي ابوابها)
بالرغم من تعدد الأماكن إلا أن لنا قبلة تظل هي ملاذنا المفضل وخاصة في تلك الاوقات التي نريد أن نتكلم معا بطلاقة ودون شعور بغربة المكان.
كافيه سيلانترو، هناك نطلب قهوتنا قوية الطعم شهية الرائحة ونقتسم قطعة الجاتو ونقتسمها ونبدأ الحديث، طبعا ككل البشريبدأ الحديث باللف والدوران نؤخر عرض آلمنا وجروحنا خلال الأسبوع وكأن كل واحدة فينا تحافظ علىشعور الأخرى و..... للحديث بقية أن شاء الله

١٠‏/١٠‏/٢٠٠٨

أين الأمـــان

شعرت باختناق وغصة في حلقي عندما قرأت تحقيق نشرته جريدة المصري اليوم حو ل التحرش الجنسي في مصر، شعرت أن كل دقيقة سأتحرك فيها في الشارع سأواجه تحرشا، كالعادة تذكرت أولادي ، ماذا سيكون شكل عالمهم عندما يصلون لسن المراهقة ، كيف أزرع مراقبة الله في صدروهم ، تذكرت يوما كنت في السنة الأولى من الجامعة وفي إحد السكاشن سألنا المعيد عن أهم شيء في حياتك وقدم لنا عدة اختيارات لنرتبها كل حسب أهميته ، بصراحة لا أذكر ماذا اخترت ولكني أذكر حديث جانبي دار بيني وبين زميلتي التي اختارت الأمان ، قلت لها بتهكم ، الأمان هو آخر حاجة مش أول حاجة ، تعجبت مني جدا ، وقالت لا طبعا ده أهم حاجة ، إزاي الواحد يعيش من غير احساس بالأمان... لا أعرف لماذا علق هذا الحوار المصغر بذاكرتي ولا أذكر تماما متى غيرت رأيي ولكني وحتى الآن كلما شعرت بنقص الأمان تذكرت هذا الحوار واقتنعت أكثر أنني كنت طفلة لا تعي ما تقول. أو ربما كنت أشعر بأمان زائد حتى أني تخيلت أنه شيء لا يمكن زواله

٠٨‏/١٠‏/٢٠٠٨

حنين أم إغتراب

تنتابني هذه الأيام حالة من الحنين لصور من الماضي تعبر الذاكرة و في عبورها تترك هذا الشجن(دعوني أتكلم عن الشجن في وقت آخر), صورة من بيت جدى في الجيزة , غرفة الضيوف المغلقة في أغلب الأحوال , أتذكر تسللي إليها من وقت لآخر للتمدد على الأريكة قليلا قبل أن يلاحظ أحد إختفائي, أتذكر الأريكة جيداً, ملمس غطائها الناعم, لونها, اللوحة التى تعلوها-كانت لمجموعة من القطط البيضاء يعبثن بخيوط التريكو, كان هناك شيئاً ما في هذه الغرفة يبعث على الراحة و الطمأنينة حتى طقسها كان مختلفأ عن بقية الغرف باردة صيفاً دافئة شتاء, في ذلك الوقت لم أفهم سبب تعلقى بهذه الغرفة و لكن الآن عندما أنظر للأمر بعد سنوات من محاولات الغوص في أعماق تلك النفس أرى أنها كانت الإرهاصات الأولي (حلوة إرهاصات ده) لشعور دائم يدعى "الإغتراب" و الرغبة في إيجاد ملجأ آمن لإلتقاط الأنفاس, لمعاودة شحن بطارية .....لا أدري ما أسميها ولكن يمكنني أن أنقل لكم كلمات كاتب آخر قد تفي بالغرض:

كانت كلماتها مشحونة بكهرباء من الصدق المتوهج و كانت تتحدث إلينا في مؤتمر "المرأة و الإبداع" عن اعترافات القديسة "تريزا". كنت واحدأ من حوالي أربعين شخصاً, نتابع كلماتها التي تبدو كوهج يعيد لملمة هذا التمزق السري الذي يعانيه أي منا. و حتى لا أصدر تعميماً على كل البشر, لا بد لى أن أعترف بأني أقوم كل يوم لألملم أجزاء روحي المبعثرة, و أكاد أن ألصق أعضائي في ملابسي ليبرق كل شئ من الخارج, و أخفي أنهار الجراح الخاصة, و كأن اختيار الأناقة البسيطة هو محاولة لستر رحلة التبعثر عن هذا العالم. منير عامر
مجلة نصف الدنيا

الآن مات جدي وذهب البيت إلى خالتي التي أعادت طلاء البيت و تغيير الأثاث, و تغير الإحساس و ذهبت أريكتي.....في هذا العالم.

دي_نا

٠٥‏/١٠‏/٢٠٠٨

المهنة : مغتربة

أعذرني يا سيدي، أعذرني إن كنت أثقلت عليك باغترابي ولكن ما باليد حيلة ،، فالاغتراب مهنة ما عاد بوسعي تغيرها ، ولدت أمتهن الاغتراب ،، أمارس غربتي مع كل ما حولي ومن حولي.

لو كنت طبيبة لمارست مهنتي فقط مع مشرط ومريض ، ولو كنت مهندسة لمارست مهنتي مع مسطرة وقلم ولكني غربتي أمارسها مع قلمي وحاسوبي وزوجي وعائلتي والأغراب عني ،،،

أرى نفسي ومن حولي بمنظار مختلف لا يسعني خلعه وإذا حاولت خلعه أصبح كمن ينسلخ عنه جلده يظل يعاني حتى يتجدد جلده من جديد

آه من أن تصبح كائنا غريبا يهتم بك البعض لغرابتك ويسخر البعض من غربتك ويأنفك الأكثرية لغربتك وغرابتك معا وقلة قليلة هي التي تألفك ولكن.... بحذر.
أم_نِـية

بداية

بسم الله الرحمن الرحيم
البداية