٠٣‏/١١‏/٢٠٠٨

بقية الحديث: في مثل هذا اليوم

فلأكمل الحديث ، عن جلستي أنا ورفيقة السنين في قهوتنا المفضلة ،
قد يبدو للبعض أننا فتاتان فارغتان ليس وراءنا إلا الرغي والحديث هن هذا وتلك ولكن الحقيقة أن كل منا تحمل في جعبتها هم ومسؤولية أكثر كثيرا مما يبدو . يزيدهما حساسيتنا وبحثنا عن الكمال
لا يزيد لقاءنا الأسبوعي عادة عن 3 أو 4 ساعات ، بل أحيانا يختصر لـ ساعتين ، ولكننا كنا عادة ما نوظفهما بمثالية ، لسنا دائما نثرثر عن فلانة وعلانة فقط ، ولا حتى نتناقش في حديث الساعة فقط و لا نفند أدلة علمية على موضوع درسناه سابقة ولكن يمكن أن نقول كل هذا يكون ويحدث ، فحديثنا يكون كالمجلة المتنوعة ، لا أنكر أنها أحيانا تكون كمحلة ميكي جيب خفيفة صغيرة مليئة بالضحك ، وأحيانا تكون كمجلة علمية أسبوعية ثقيلة ، بل أحيانا نبحث ونتناقش في إحدى المسائل الفلسفية التي عجز عن حلها الأقدمون في أكبر المجلدات


أيا كان الموضوع فإنه كيف تفهم الواحدة منا الأخرى هو الأهم كيف تمس كلامنا جدار القلب هو المعنى . فكل واحدة فينا بمثابة طبيبة ، طبيبة استماع أكثر منها طبيبة حلول ، طبيبة فضفضة . نحن نروي ونتكلم ولا نحتاج علاج ، فمن مثلنا لا علاج له إلا الاستماع والاهتمام . وهذا ما نجده في هذه اللقاءات .

أكدت لي هذه اللقاءات دوما أننا كلما كبرنا يوما وازددنا حكمة ازددنا حزنا ، لاننا نعرف أحزان الآخرين وآلامهم . وكنت كل مرة أقابلها ، وأسمع منها أرجع أعتصر ألما لأني لا أستطيع أن أساعدها . ولكن عزائي الوحيد أنها مثلي ومثل كل الغرباء مساعدتهم في سماعهم وتفهمهم فقط

والآن ولأن دوام الحال من المحال انشغلت صديقتي ورفيقة الطريق في أعمالها وصرت أنتظرها كل ثلاثاء دون أن تأتي ، لا أجد أذنا تسمع ولا قلبا يئن ولا عينا تدمع معي ،

ولأن الماضي لا يعود فنحن نعلم أننا حتى لو عادت لقاءتنا لن تعود كما كانت تماما ، لأنها عندما تعود لن أكون هي هي ولو تكون هي هي ، كل منا تغير ، كل منا نقص من عمره شيء وزاد من همه شيء. رائحة القهوة ستتغير وطعم الشيكولاتة سيصبح أكثر مرارة . ولكن أدام الله نعمته ودمنا رفقاء على الخير إن شاء الله
إلى لقاء
أم نية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق